39: الانبا مقاريوس الكبير ذهب فى احدى المرات من الاسقيط الى جبل نتريا ولما اقترب من مكان معين قال لتلميذه : "تقدمنى قليلا" ولما فعل التلميذ هذا قابله كاهن وثنى كان يجرى حاملا بعض الخشب وكان الوقت حوالى الظهر فصرخ فيه الاخ قائلا : " ياخادم الشيطان الى اين انت تجرى ؟ " فاستدار الكاهن وانهال عليه بضربات شديدة وتركه ولم يبقى فيه سوى قليل نفس (لعله هو يوحنا تلميذ مقاريوس الذى تجذم بسبب مخالفته لأبيه ) . :103:ثم حمل الكاهن الوثنى مامعه من خشب وسار فى طريقه ولما ابتعد قليلا قابله الطوباوى مقاريوس فى الطريق وقال له : " فلتصحبك المعونة يارجل النشاط " فاندهش الكاهن وأقبل نحوه وقال : أى شئ جميل رأيته فيه حتى حييتنى هكذا ؟ " فقال الشيخ : " انى أرى انك تكد وتتعب وان كنت لاتدرى لماذا" فأجاب الكاهن وانا اذ تأثرت بتحيتك عرفت انك تنتمى الى الاله العظيم ولكن هناك راهبا شريرا صادفنى قبلك ولعننى فضربته ضرب الموت " فعرف الشيخ انه تلميذه . أما الكاهن فأمسك بقدمى مقاريوس الطوباوى وقال له : " لن أدعك تمضى حتى تجعلنى راهبا " واذ سارا معا وصلا الى المكان الذى كان فيه الاخ مطروحا وحملاه وأتيا به الى كنيسة الجبل . أما الأخوة فعندما رأوا الكاهن الوثنى مع المغبوط مقاريوس تعجبوا كيف تحول عن الشر الذى كان فيه وأخذه أبا مقاريوس وجعله راهبا وعن طريقه صار كثيرون من الوثنيين مسيحيين .
وكان الأبا مقاريوس الطواوى يقول :
" ان الكلمات الشريرة والمتكبرة تحول الناس الاخيار الى اشرار ولكن الكلام الطيب المتواضع يحول الاشرار أخيارا "
:39: